بقلم : دعاء عوض
رسم: عبير خلاوى
كان هناك فى زمان ما تاجر فقير يدعى عرفان، يجول ببضاعته البسيطة كل يوم ثم يعود لأسرته بوفير من المال، وفى يوم كان قد تعب كثيرا فوقف أمام شاطئ بحيرة ووضع بضاعته ثم اغتسل بقليل من الماء البارد وعندما التفت خلفه وجد رجلا ينظر له ويضحك، تعجب عرفان وسأله: من تكون؟
رسم: عبير خلاوى
كان هناك فى زمان ما تاجر فقير يدعى عرفان، يجول ببضاعته البسيطة كل يوم ثم يعود لأسرته بوفير من المال، وفى يوم كان قد تعب كثيرا فوقف أمام شاطئ بحيرة ووضع بضاعته ثم اغتسل بقليل من الماء البارد وعندما التفت خلفه وجد رجلا ينظر له ويضحك، تعجب عرفان وسأله: من تكون؟
قال الرجل: صديق لك.
تعجب عرفان للمرة الثانية قائلا: ولكنى لم أعرفك.
اقترب الرجل من عرفان وقال له: هل أدلك على مكسب كثير وجهد قليل؟
فكر عرفان وذهل من كلام الرجل الغريب فردد ما يقول: مكسب كثير وجهد قليل.
كيف؟ حينئذ اقترب منه الرجل وقال: فلتنظر إلى هذ القصر البعيد.
نظر عرفان ولكنه لم يلاحظ أى قصر، فأبلغ الرجل.
فطلب منه أن ينظر ثانية وحين فعل عرفان هذا الأمر ونظر بعيدا لاحظ قبة
عالية.
فقال الرجل: هذا القصر مهجور ولا يسكنه أحد من قديم الزمان وإذا ذهبت إليه
ستحصل على قدر من الكنوز لا بأس بها.
هنا سأل عرفان: لماذا لم تذهب إليه؟
قال الرجل: لقد حصلت منه على ما يكفينى
وأردت أن أقدم الخير لك فإذا ذهبت فإليك المال والخيرات لتصبح من سادة البلاد. ثم
تركه ومضى بعيدا.
أخذ عرفان يفكر فى الأمر كثيرا فهو يحتاج إلى المال الكثير ليصبح مثل سادة
البلاد ويأكل من الطعام ما يحلو له وما يطيب، وبعد فترة من الوقت قال: مؤكد أنه
يريد مساعدتى بعدما رآنى فقيرا بائسا. حسنا سأذهب.
ومضى فى طريقه نحو قبة القصر العالية واقتطع مسافات طوال ومرتفعات عالية وكلما
اقترب ابتعدت القبة، حتى وقف فى منتصف الطريق ولم يجد شيئا فقال: حسنا سأكمل
مسيرتى إلى هناك حتى أحصل على ما أريد.
ذهب عرفان سنوات وسنوات ولم يدرك أنه مر من الزمان ما يجعله رجل عجوز إلى
أن استدل بشاطئ بحيرة تشبه تلك البحيرة التى تركها منذ عهد وحين جلس ونظر فى صفحة
المياه فوجئ بشكله العجوز فصال وجال ولم يصدق الأمر وجلس باكيا نادما على حاله حتى
فوجئ بنفس الرجل أمامه يضحك ثانية.
تأكد عرفان أنه وقع فى فخ شيطان ماكر جعله يترك عمله وأهله وضل الطريق. ندم
عرفان كثيرا على ما فعله لأنه لم يرض عن حاله البسيط وطلب من الله المغفرة والعودة
إلى عيشته البسيطة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق