مدونة عالم الخيال لأدب الطفل

السبت، 18 أغسطس 2018

قصة "المخترعان الصغيران"


 بقلم: دعاء عوض

علي وحسان طفلان ذكيان وصديقان ماهران، فتح علي صندوق الألعاب المهملة لديه وقال لحسان: أنا سأخترع لعبة جديدة وأتي بحجارة ثم جمع قطع من البلاستيك المكسور وقام بلصقه وأتي بعجلات صغيرة وركبها لتصبح سيارة حديثة ينقصها فقط أن تسير وحين وضع المحرك والحجارة بدأت تسير بالفعل. 
قال حسان لعلي: أنت مخترع ماهر يا صديقي ولكني سأقوم بتعليمك شغلة أخري. فما رأيك لو اخترعنا منزلا كبيرا من الكرتون وصممنا داخله جميع النوافذ والأنوار وصممنا أيضا الحديقة وبركة صغيرة.
اندهش علي من فكرة صديقه وقال: أيمكننا بناء منزل وإضاءته أيضا؟
 قال حسان بكل ثقة: أجل، هنا تحمس علي كثيرا وقال لحسان فلنبدأ. واجتمعا علي وحسان أياما طويلة في بناء البيت الكرتوني، حتي اكتمل البيت والحديقة وبركة المياه الصغيرة ووضعا السيارة في ركن أمام المنزل وقام بتوصيله بالأنوار فازداد جمالا.
 فكر كل من منهما أن يتقدم به للمسابقة الثقافية السنوية بالمدرسة وبالفعل نال علي وحسان شهادتين تكريم ومبلغين من المال واتفقا أن يكملا ما بداه حتي يصبحان مخترعين كبيرين.

الجمعة، 17 أغسطس 2018

قصة "القرد والحيلة الذكية"


بقلم : دعاء عوض
رسم: عبير خلاوى

كان القرد والفيل صديقين حميمين، فالفيل يحب القرد لشقاوته وخفة دمه، أما القرد فيحب الفيل لطيبته الشديدة، ولكن الثعلب المكار لم يرض عن صداقتهما فراح يدبر مكيدة لغيرته وحقده الشديدين،  وراح للفيل معاتبا: يا فيل يا عظيم كيف لك أن تصاحب بهلوان لا يأتي إلا للتفاخر بصداقتك واستغلالك.
تعجب الفيل من كلام الثعلب الذي أكمل كلامه قائلا: إن القرد المكار  يحكو كل أسرارك لجميع الحيوانات ويسخر من طيبتك الشديدة. ثار الفيل بشدة وأعلن انتقامه من القرد.

وفي اليوم التالي راح الثعلب للقرد معاتبا: يا قرد يا صديق الحيوانات كيف تسمح للفيل باستغلالك، ألم تعلم أنه يحكي عنك بالسوء لجميع الحيوانات ويقول أنك خادم لديه نظرا لكسله الشديد.
هنا نظر القرد للثعلب وقال: إذا فلنذهب سويا إلي الفيل ونعاتبه. خاف الثعلب خوفا شديدا من المواجهة وبدت عليه علامات الحيرة والقلق، ولكن القرد الذكي أصر علي اصطحاب الثعلب معه.
وفي الطريق أخذ يفكر الثعلب في حيلة جديدة حتي اهتدي إلي حيلة وأخذ يصرخ بشدة أمام القرد ويقول: آه بطني. لقد مرضت.
ضحك القرد من غباء الثعلب وقال: الحق أنك مخادع ودبرت حيلة لي ولصديقي الطيب، فلتذهب بعيدا عني وإلا جعتلك طعاما شهيا لجميع الحيوانات.
وعندما سمع الثعلب هذا الكلام خاف وجري مسرعا، أما القرد فراح للفيل وحكي له ماجري، واعتذر الفيل لصديقه الحميم وتعلم أن لا يستمع لمخادع مكار مرة ثانية.

الأربعاء، 15 أغسطس 2018

قصة "ذات الأنامل الرقيقة"



بقلم: دعاء عوض

كانت أحلام طفلة صغيرة لم تتعد عامها السادس بعد. واشتهرت أحلام بأناملها الصغيرة الهزيلة ولكنها بالرغم من ذلك حباها الله موهبة صنع الأشياء، فكانت تمكث بغرفتها ساعات طويلة فتبتكر وتصنع كل ما يحلو لها من ورق الكرتون الملون، وذات ليلة قررت أحلام عمل فراشة صغيرة  وبدأت فى استخدام أدواتها من المقص ومواد اللصق والكرتون الملون حتى اكتملت فراشتها وصاحت قائلة: "يالك من فراشة هائلة".
وبعد فترة من الوقت خلدت إلى النوم وحينما استرخى جسدها شعرت باهتزازات هواء من فوقها فانتفضت الصغيرة وصاحت: "من؟ الفراشة ؟!". فأجابتها الفراشة: "نعم إنه أنا".
قالت أحلام هامسة: "صنعت لها جناحين ولكن .."
قاطعت الفراشة أحلام قائلة: "أنت فتاة صغيرة وجميلة نتشابه ونختلف أحيانا فأنا مثلك صغيرة، لك أنامل ضعيفة ولى أجنحة رقيقة، ترتدين ألوانا زاهية مثلى ولكنك لا تستطيعين التحليق فى الهواء فليس لديك أجنحة، تمتلكين ساقين وأمتلك ستة أرجل".
انتبهت أحلام قائلة: "ستة أرجل!". فقالت الفراشة الصغيرة: "نعم فالحشرات جميعها تمتلك ستة أرجل".
انزعجت أحلام وقالت: "ولكنى صنعت لك اثنين من الأرجل".
ضحكت الفراشة وقالت: "أعلم ذلك ولهذا السبب جعلتى سيرى بطيئا ولكن لا بأس فعند بزوغ الشمس سأعود إلى مكانى لتكملى لى الأربعة الباقية". هنا توقفت أحلام وتذكرت أنها دائما لا تعرف الفرق بين الفراشة والنحلة فأخبرتها بذلك. قالت الفراشة الصغيرة:
"الفراشات لها أشكال وألوان عديدة، فهى تفرز مواد صبغية تحتوى على تلك الألوان، مع اقترانها بضوء الشمس الذى ينعكس عليها فتنتج تلك الألوان البديعة، مهمتنا الأولى فى الغذاء هى رحيق الزهور، نعيش فى أماكن متعددة، فنسكن البيوت والعشش والغابات والصحارى، نبحث عن الدفء دائما فى فصل الشتاء، حتى أننا نهاجر أحيانا من أجله، لنا أجنحة نستخدمهما فى الطيران كمعظم الحشرات، وبالطبع ستة أرجل، نزود بما يسمى قرون الإستشعار، والتى نستخدمها فى حاسة الشم وتمييز الدخلاء أو الغرباء عن عالمنا، شأن جميع الحشرات.
أما النحل فقد يشبهنا أحيانا، فله أجنحة مثلنا للتحليق والطيران، لديه ستة أرجل، وقرون استشعار أيضا، يمتص رحيق الزهور، ولكنى لا أستطيع أن أنكر فائدته الكبرى فى إنتاج العسل  الذى يعد مصدر غذاء كبير للإنسان كذلك إنتاج المادة الشمعية، ولكن النحل يستطيع الدفاع عن نفسه أكثر منا فيقوم بما يسمى بلسعة النحل، وذلك عند مهاجمة أى مخلوق له أو لخليته، فهو يستطيع التعرف على الدخلاء عنه لأنه يمتلك حراس الخلية الذين يقومون بحراسة الخلية ضد الدخلاء، وهم من إناث النحل، كما أن هناك وصيفات يقمن بحراسة الملكة ورعايتها، وبذلك ينقسم عالم النحل إلى ملكة ووصيفات وذكور، والذكر هنا مهمته تلقيح الملكة فى موسم التزاوج، وعالم النحل نشيط ومنظم، يأبى الروائح الكريهة ويقوم الحراس بطرد النحل ذى الرائحة الكريهة حتى يتخلص من رائحته ويدخل خليته نظيفا معافا، ولهذه الأسباب تهتمون أكثر بعالم النحل".
أيقنت أحلام حزن الفراشة قائلة:
"لا تبتأسى، تستطعين العيش معى وسوف ترين منى معاملة حسنة".
قالت الفراشة: "هذا من حسن حظى، ولكنى أحب عالمى جدا، فهل تتركينى آتى إليك على فترات؟".
قالت أحلام: "نعم سأتركك، ولكن أعدينى بذلك".
فرحت الفراشة وقالت: "الآن لى صديقة من عالم البشر. أشكرك بشدة.
والآن سوف أعود إلى مكانى لتكملى لى فى الصباح الأرجل الناقصة. ولتتمى أجنحتى أيضا".
انتقلت الفراشة إلى مكانها سعيدة فرحة، ولكن صوت ذبذباتها عند عودتها أزعج أحلام الرقيقة كثيرا، حتى انتفضت تحدق فيما حولها قائلة:
"الفراشة أين هى؟! آه يبدو أنه حلم، بالفعل كان حلما، ولكنى  صنعت لها اثنين فقط من الأرجل، وقد أخبرتنى الفراشة فى الحلم أن هذا خطأ، وأيضا ألزمتنى بإتمام الأجنحة. لم تبلغنى عن عددها. يبدو أننى أخطأت فى التقدير. أحيانا نستفيد من أحلامنا، لذلك فعلى تحرى الدقة دائما قبل أى خطوة وجمع المعلومات الازمة". اقتربت أحلام من الفراشة مبتسمة وقالت: "أشكرك أيتها الفراشة". 


الثلاثاء، 14 أغسطس 2018

قصة "التاجر الطماع"



بقلم : دعاء عوض
رسم: عبير خلاوى

كان هناك فى زمان ما تاجر فقير يدعى عرفان، يجول ببضاعته البسيطة كل يوم ثم يعود لأسرته بوفير من المال، وفى يوم كان قد تعب كثيرا فوقف أمام شاطئ بحيرة ووضع بضاعته ثم اغتسل بقليل من الماء البارد وعندما التفت خلفه وجد رجلا ينظر له ويضحك، تعجب عرفان وسأله: من تكون؟
قال الرجل: صديق لك.
تعجب عرفان للمرة الثانية قائلا: ولكنى لم أعرفك.
اقترب الرجل من عرفان وقال له: هل أدلك على مكسب كثير وجهد قليل؟
فكر عرفان وذهل من كلام الرجل الغريب فردد ما يقول: مكسب كثير وجهد قليل. كيف؟ حينئذ اقترب منه الرجل وقال: فلتنظر إلى هذ القصر البعيد.
نظر عرفان ولكنه لم يلاحظ أى قصر، فأبلغ الرجل.
فطلب منه أن ينظر ثانية وحين فعل عرفان هذا الأمر ونظر بعيدا لاحظ قبة عالية.
فقال الرجل: هذا القصر مهجور ولا يسكنه أحد من قديم الزمان وإذا ذهبت إليه ستحصل على قدر من الكنوز لا بأس بها.
هنا سأل عرفان: لماذا لم تذهب إليه؟
قال الرجل:  لقد حصلت منه على ما يكفينى وأردت أن أقدم الخير لك فإذا ذهبت فإليك المال والخيرات لتصبح من سادة البلاد. ثم تركه ومضى بعيدا.
أخذ عرفان يفكر فى الأمر كثيرا فهو يحتاج إلى المال الكثير ليصبح مثل سادة البلاد ويأكل من الطعام ما يحلو له وما يطيب، وبعد فترة من الوقت قال: مؤكد أنه يريد مساعدتى بعدما رآنى فقيرا بائسا. حسنا سأذهب.
ومضى فى طريقه نحو قبة القصر العالية واقتطع مسافات طوال ومرتفعات عالية وكلما اقترب ابتعدت القبة، حتى وقف فى منتصف الطريق ولم يجد شيئا فقال: حسنا سأكمل مسيرتى إلى هناك حتى أحصل على ما أريد.
ذهب عرفان سنوات وسنوات ولم يدرك أنه مر من الزمان ما يجعله رجل عجوز إلى أن استدل بشاطئ بحيرة تشبه تلك البحيرة التى تركها منذ عهد وحين جلس ونظر فى صفحة المياه فوجئ بشكله العجوز فصال وجال ولم يصدق الأمر وجلس باكيا نادما على حاله حتى فوجئ بنفس الرجل أمامه يضحك ثانية.
تأكد عرفان أنه وقع فى فخ شيطان ماكر جعله يترك عمله وأهله وضل الطريق. ندم عرفان كثيرا على ما فعله لأنه لم يرض عن حاله البسيط وطلب من الله المغفرة والعودة إلى عيشته البسيطة. 

الأحد، 12 أغسطس 2018

مسرحية "مدينة الأحلام"



بقلم: دعاء عوض

الشخصيات

المارد  : مارد مدينة الأحلام ويعيش داخلها.
أيمن    : فتى صغير يهوى الرسم.
محمود : فتى صغير يهوى فن المسرح.
رانيا   : فتاة صغيرة تعانى من صعوبة المناهج.
نجلاء : فتاة صغيرة تعانى من مشاكل والديها.


العرض

يفتح الستار على أطفال نائمين على الأرض (ولدين وبنتين) مع مؤثر موسيقى.. يدخل شخص طويل القامة يرتدى ملابس غريبة يبدو كما المارد..
ينظر لهم فى تعجب ثم يمر بينهم فى حالة ذهول وعندما يقوم بلمس احدهم يتحرك تدريجيا حتى يتحركون جميعهم حركات ايمائية بسيطة فى شكل استعراضى..
يكون مجموعة الأطفال كتلة ويقفون فى جانب بينما يقف المارد فى جانب آخر وكل منهم يخشى الآخر ويتقهقر خوفا..
يتبادلون نفس الشعور فى شكل استعراضى مع مؤثر موسيقى مخيف.. وتتصاعد أحداث المشهد تدريجيا فى جذب وشد إلى أن تنتهى بانتهاء المؤثر الموسيقى..

الأطفال : إنت مين؟
المارد  : إنتم اللى مين؟
الأطفال: مش عارفين.
المارد : يعنى إيه مش عارفين؟
الأطفال: يعنى احنا مش فاكرين.
المارد :  مش فاكرين؟!
الأطفال: ولا حاسيين.
المارد : قولولى إيه حكايتكم بالظبط وإيه اللى جابكو هنا يا شاطرين؟
الأطفال: هنا فين؟
المارد : مدينة الأحلام؟
أيمن  :   مدينة الأحلام.. يا سلام يا سلام.
نجلاء: مدينة الأحلام.. مش ممكن ده كلام؟
المارد: أيوة مدينة الأحلام اللى بتشوفوها فى كل منام.
رانيا : بنشوفها فى كل منام.. إنت عرفت منين؟
المارد: لإن المدينة ما بيخشهاش إلا كل اللى بيحلم وبس.
محمود : كل اللى بيحلم وبس.
رانيا: واحنا حلمنا.
أيمن: وأحلامنا كانت بسيطة.
نجلاء: يدوبك على قدنا.
محمود: يعنى احنا دلوقتى فى حلم ولا علم؟
المارد: إنتم فى مدينة الأحلام.
رانيا : قولنا على السر الله يرضى عليك.
المارد: السر إنكم تقولولى إنتم مين؟ انس ولا جن ولا شيطان رجيم؟
نجلاء: شيطان رجيم.. اعوذ بالله.
أيمن : اعوذ بالله.
رانيا : اعوذ بالله.
محمود: اعوذ بالله.
المارد: يبقى متفقين.
رانيا: متفقين؟ مش فاهمين؟!
المارد: على إنكم مش شياطين.
أيمن: احنا بنآدمين من لحم ودم وطين.
المارد: والبشر أصحابنا وعلى الدماغ شايلين.
نجلاء: لكن قولنا بقى إنت مين؟
المارد: أنا المارد.
(يتقهقرون خوفا)
أيمن: يعنى إنت عفريت.
رانيا: بتضحك علينا وتسألنا عن الجن.
محمود: وقعنا فى الفخ.
نجلاء: لأ لأ حرام عليك.
المارد: اصبروا لما تعرفوا الحكاية.
أيمن: لأ مش عايزين نعرف حاجة.
رانيا: لعبتك خلاص انكشفت واكيد إنت اللى خطفتنا.
محمود: احنا لازم.. لازم نخرج من هنا.
(يحاولون الخروج فيفشلون)
أيمن: إيه ده احنا اتحبسنا ولا إيه؟
محمود: مش بقولكوا وقعنا فى الفخ.
نجلاء: يعنى خلاص ضعنا.
رانيا: حرام عليك تعمل فينا كده.
المارد: قلتلكوا اصبروا لما تعرفوا الحكاية.
أيمن: حكاية إيه؟
المارد: حكايتى.
رانيا: حكايتك إيه؟
المارد: أنا مارد صحيح لكن مش مارد العفاريت.
محمود: أمال مارد إيه؟
المارد: مارد الأحلام.. اللى غرق من سنين طويلة فى بحر النسيان.. وأول من
        استلقاه كانت مدينة الأحلام.
نجلاء: ازاى مش فاهمين؟
المارد: كنت فى يوم من الأيام زيكوا.
رانيا : انس؟
(يهز رأسه دون علم)
محمود: جن؟
أيمن: شيطان؟
نجلا: حور؟
المارد: مش فاكر.. مش فاكر أى حاجة.. يمكن أكون واحد منهم.. لكن مش
        عارف.. بس فيه حاجة واحدة فاكرها.. مركب ماشية وموج بيعدى فى
        صخر وصوت بعيد بينادى عليا (مؤثر موسيقى واصوات عبثية) وناس
        بتصرخ حواليا.
صوت خارجى: حاسب حاسب.. المركب بتغرق.
المارد : ( يسد أذنيه) لأ لأ.
(يلتفون حوله ويمسكونه بعطف)
محمود : ومش فاكر أى حاجة بعديها؟
المارد  : ولا قبليها.
رانيا   : متزعلش يا عمو المارد.
أيمن   : احنا هنقف جنبك لحد ما نساعدك.
نجلاء : وتلاقى أهلك كمان.
محمود : مش يمكن تاهوا فى مدينة الأحلام؟
المارد  : من كل عيلة فرد.. ده قانون المدينة.
نجلاء  : من كل عيلة فرد؟!
محمود : واحنا صحاب.
رانيا   : لكن مش اخوات.
أيمن  : بيجمعنا فصل واحد و...
المارد: وأحلام مختلفة.
رانيا : عشان كده جينا هنا.
المارد: أكيد.
أيمن: بس ازاى احنا فاكرين كل حاجة وإنت مش فاكر ولا حاجة؟
المارد: لو فضلتوا لطلعة الشمس هنا.. هتمحى كل ذكرياتكوا عندنا.
نجلاء: كل ذكرياتنا.
محمود: طب والحل؟
المارد: تحكوا حكايتوا وإيه كان دليلكوا عشان تيجوا هنا.
أيمن : وبعدين؟ إيه اللى ممكن يحصل هنا؟
المارد: حاجة من الإتنين يا إما القدر يحققهالكوا قبل ما تطلع شمس الشموسة.. يا
         إما يغفل عنكوا.
أيمن : ياه دا لسة بدرى على شمس بكرة.
المارد: بدرى من عمرك.. احنا فى مدينة الأحلام والشمس لا بتغفل ولا تنام وفى
        كل  خمس عدات بتبان.
محمود: فى كل خمس عدات بتبان!
رانيا : والعدة دى قد إيه؟
المارد: مقدرش اقولكوا.. دى حاجة ما تتوصفش.. المهم تقولوا أحلامكوا.
نجلاء: طب ولو ماقولناش أحلامنا قبل الخمس عدات ما تنتهى.
المارد: هتفضلوا فى مدينة الأحلام أبد الآبدين وتتحول أحلامكوا لسراب وإنتم مش
         حاسيين.. يمكن تعيشوا مبسوطين ويمكن تكونوا مضايقين.
نجلاء: طب والناس اللى جم قبلنا حصلهم كده زينا؟
المارد: بعد ما اطمن إنهم مش شياطين.. بحكيلهم حكاية مدينة الأحلام.. فيه اللى
        نجى بحلمه وفى اللى لسة عايش هيمان.
رانيا: وإذا عرفت إنهم شياطين؟
المارد: بطردهم قبل ما يخطوا المدينة.
أيمن: عشان كدة كنت خايف مننا أول ما شفتنا.
المارد: كنت بحمى نفسى.
نجلاء: طب ما هو ممكن احنا كمان نكون شياطين وفى الإنس متخفيين.
المارد: إنتم أولاد طيبيبن وعلى الوجه بيبان النار من الطين.
محمود: احنا نسينا نفسنا.. قبل العدات لازم نقول حلمنا.
(موسيقى يقفون من خلالها يصطفون ثم تتوقف الموسيقى)
المارد : العدة الأولى..
(يتجه أيمن إلى منتصف المسرح)
أيمن : أيمن.. الشاطر أيمن.. اللى ما ينغلب أبدا.
المارد: ما ينغلب أبدا؟!
أيمن: أبدا أبدا.
المارد: طيب يا سى أيمن قبل ما تغلب قول حدوتك.
أيمن: حدوتى كلها فى فرشاة وألوان.. وأول ما رسمت كانت مدينة الأحلام.
المارد: يا سلام يا سلام وبعدين يا سى أيمن؟
أيمن: ماما وبابا بيبعدوا حلمى.. سيب الفرشاة والألوان.. وامسكلك قلم وكتاب.
المارد: مش عيب.
أيمن: بس ده مش كل حاجة.. ساعة لقلبك وساعة لربك.
المارد: فعلا عندك حق.
أيمن: منعوا عنى كل حياتى.. شالو ألوانى من حساباتى.. وعشت آسير لحالتى
       يوماتى.. من غير ما ادرى لقتنى بهاتى.. عايز أعيش فى مدينة جديدة.. نسمة
       حب معاها تغريدة.. فرشاة وألوان ورسمة سعيدة.
المارد: طلبك عندى.
أيمن: بجد؟
المارد: (يعطى له لوحة وفرشاة والوان) آدى الفرشاة والألوان وارسم بهجة فى كل
         مكان.
أيمن: عايز اعيش مرتاح البال.
المارد: عمك مارد لما بيصدق لا يُغلب ولا يُلام.
(يأخذ الفرشاة والألوان ويمضى بعيدا بادئا فى الرسم)
المارد: العدة التانية..
(تتجه نجلاء لمنتصف المسرح)
نجلاء: اسمى نجلاء..
        دايما عايشة لوحدى حزينة.. بابا وماما قصة طويلة.. هو فى وادى وهى فى
        وادى.. وبين الإتنين أنا عايشة بهاتى.. يا خلق هووه حسوا بيا شوية.. دا أنا
        بسكوتة حتى رقيقة..
المارد: كفاية يا بنت قطعتى قلبى.. اهه اهه اهه.
نجلاء: صدقنى يا عمو ديه كل حكايتى.
المارد: وإيه اللى جابك هنا بس؟
نجلاء: منعوا عنى كل حياتى.. شالو أوقاتهم من حساباتى.. وعشت آسيرة لحالتى
        يوماتى.. من غير ما ادرى لقتنى بهاتى.. عايز أعيش فى مدينة جديدة..
        نسمة حب معاها تغريدة.. مع ماما وبابا فى قصة سعيدة.
المارد: طلبك عندى (يعطى لها قصة)
نجلاء: إيه دى يا عمو المارد؟
المارد: قصة عمو المارد فى حكاية (طقطوقة وبندق) لما كان عندهم بنت جميلة
        وأهملوها.. ورجعوا فى يوم ملاقوهاش.
نجلاء: وفايدتها إيه لما اقراها؟
المارد: مش إنتى اللى هتقريها.
نجلاء: أمال مين؟!
المارد: ماما وبابا.. بس لو القدر سمح.
(تتجه نحو ركن وتجلس فيه وتنظر للقصة)
المارد: العدة التالتة..
(تتقدم رانيا نحو منتصف المسرح)
 رانيا: أنا رانيا العسولة.. دايما حلوة وقمورة.. فى عيون بابا وماما أحلى سنيورة
المارد: وإيه مشكلتك يا شطورة؟
رانيا: بقولك فى عيون بابا وماما أحلى سنيورة.
المارد: وأنا بقولك إيه مشكلتك يا شطورة؟
رانيا: مشكلتى إنى مش شطورة.. وفى المدرسة دايما يقولوا عليا خايبة
       ومطيورة..اهه اهه اهه.. يرضيك يا عمو.
المارد: خلاص يا بنت قطعتى قلبى.
رانيا: مناهج صعبة عليا.. حاسة بحمل تقيل حواليا.. والعيب فيهم ولا فيا.
المارد: أكيد مش فيكى.. بس بينى وبينك.
رانيا: حلها إيه يا عمو المارد؟
المارد: لما تقوليلى إيه حدفك هنا؟
رانيا: منعوا عنى كل حياتى..  شالو البهجة من حساباتى.. وعشت آسيرة لحالتى
       يوماتى.. من غير ما ادرى لقتنى بهاتى.. عايز أعيش فى مدينة جديدة.. نسمة
       حب معاها تغريدة.. حاجة افهمها ولعبة سعيدة.
المارد: طلبك عندى (يعطى لها لعبة)
رانيا: إيه دى يا عمو؟
المارد: اللعبة الذكية اللى هتكون رانيا بيها شاطرة وقوية.. من غير مجهود
         ولاتكديس هتفهم الحساب واللغة العربية.
رانيا: شكرا يا عمو.
(تأخذها وتتجه فى ركن خاص بها)
المارد : العدة الرابعة..
(يتجه محمود الى منتصف المسرح)
محمود: محمود.. ودايما حامد ربنا وبصلى يوماتى على السجادة من غير ما افوت
        ولا صلاة.
المارد: وإيه مشكلتك؟
محمود: قالوا فى بلادى الفن حرام.. وإياه ياخدك فى الأيام.. توهان ودوخة وأى
         كلام.
المارد: بقى ده اسمه كلام.
محمود: وأكتر من كدة كمان.. دول فاكرنى بعيد عن دينى.. ناسى ربى وهو دليلى..
         طب ازاى؟
المارد: بقى ده اسمه كلام؟
محمود: منعوا عنى كل حياتى.. شالو المسرح من حكاياتى.. وعشت آسير لحالتى
         يوماتى.. من غير ما ادرى لقتنى بهاتى.. عايز اعيش فى مدينة جديدة..
         نسمة حب معاها تغريدة.. فن جميل وحدوتة سعيدة.
المارد: طلبك عندى (يعطى له ملابس تمثيل)
محمود: إيه ده يا عمو المارد؟
المارد: البس ومثل واتقمص.. دا الفن حدوتة جميلة بتسعد أوقات فراغنا.. رسالة
         بتقول معانينا وكلام حلو يفرحنا.
(يأخذ الملابس ويتجه فى ركن وهو سعيد)
(يقف المارد حزينا فينظرون له)
الجميع: مالك يا عمو؟
المارد: هتسبونى وتمشوا زيكوا زى غيركوا وأفضل عايش مستنى حواديت مدينة
        الأحلام.
الجميع: لأ مش هتستنى؟ العدة الخامسة..
(يصطدم بأصواتهم مع مؤثر موسيقى وزووم عليه مع اضاءات متعددة فيظهر خائفا متوترا يجرى بعيدا ويسارا)
المارد: إيه ده؟ أنا سامع أصوات وكلام.. بتدخل فى ودانى زى الأحلام.. المال ده
        مالى.. أنا اللى هاخد الفلوس.. أنا اللى لازم أورث.. أنا اللى شلت وتعبت..
        وأنا اللى وقفت جنبه.. هات الفلوس هات الفلوس هات الفلوس..
        لألألألألألألألأ..
المارد: (يهدأ قليلا ثم يكمل) شنطة فلوس قدامى بتتشد.. وأيادى جاحدة بتتمد.. ولا
         حد سائل فى حد.. يا خالق الكون ابعد عنى الشيطان.. ومن قلبى زيل الغمة
         والتوهان.. أنا برىء.. برىء منهم ليوم الدين.. سيبتهم لما لقيت الطمع فى
         دمهم ومالى كل قلبهم.. هما دول اخواتى اللى طمعوا فى مال أبويا بعد
         الممات.. وبدال ما الحياة تبقى خد وهات.. بقت كله هات فى هات..
أيمن : وبعدين؟
المارد: ركبت المركب وهربت ومن رب العباد طلبت.. عايز أعيش فى مدينة
        جديدة.. نسمة حب معاها تغريدة.. ناس طاهرة وعيشة سعيدة.
رانيا: وبعد ما جيت مدينة الأحلام؟
المارد: (كأنما يتذكر) شفت طريق أبيض بنور أوله خضرة وصوت مسحور..
        بينادى عليا.. "عيش دنيتك مرتاح البال من غير طمع ولا جشع ولا طغيان
        انسان".. واتكعبلت فى حب مدينة الأحلام.
رانيا: واتحققتلك كل الأحلام؟
المارد: بس مين يقدر يعيش من غير انسان.
نجلاء: ومين يقدر يسيب مدينة الأحلام.
محمود: بس أكيد مش ندمان؟
المارد: كله راح فى ذاكرة النسيان واتخفى مع الأيام لما لقيت نفسى مارد الأحلام
        ولما عدت عليا العدات الخمسة وأنا قاعد هيمان..
(يسمع الأطفال صوت باب يفتح فيتقهقرون خوفا)
محمود: إيه ده؟
أيمن  : إيه اللى بيحصل هناك ده؟
المارد: ماتخافوش من الباب اللى انفتح.
رانيا: الباب ده هيودينا على فين؟
المارد: الباب ده هيوديكوا على جزيرة الواقع.
نجلاء: جزيرة الواقع؟!
المارد: اللى تقدروا تحققوا فيها كل أحلامكوا.. يلا يا ولاد الحقوا.. حققوا كل اللى
        نفسكوا فيه.. واجهوا الحياة بكل صعابها وصدقونى هتوصلوا للى انتوا
        عايزينه.
أيمن: وإنت مش هتخرج معانا؟
المارد: الباب مايسعنيش.
(موسيقى مؤثرة وهم يودعونه)
رانيا: مع السلامة يا عمو المارد.
نجلاء: مع السلامة يا أحلى مارد فى الدنيا كلها.
محمود: عمرنا ما هننساك.
(يخرجون جميعم فيما عدا أيمن الذى ينظر له بحزن ويمضى نحو الباب ولكنه يفاجىء المارد بعودته إليه فيمسكهه من يده بقوة ويخرج به ثم تبدأ أصوات خارجية للجميع من الكواليس)
رانيا: عمو المارد.
نجلاء: عمو المارد.
محمود: إنت فى جزيرة الواقع.
أيمن: الباب ساعك معانا.
رانيا: لإنك افتكرت حكايتك اللى ضاعت من سنين طويلة.
المارد: معقولة..؟
محمود: أيوة صدق إنك خرجت من الأحلام للواقع.
المارد : برغم عشقى لمدينة الأحلام لكن اشتياقى للواقع أحلى.
صوت مبهم: وداعا مدينة الأحلام..
(موسيقى يدخل بعدها شخص غريب لمدينة الأحلام وينظر حوله مبتهجا)
الصوت المبهم: أهلا بالمارد الجديد.
(يحيى الجمهور)

(ختام)


السبت، 11 أغسطس 2018

قصة "شهد والقطة بوسى"

بقلم: دعاء عوض

كانت شهد طفلة رقيقة، تعلو وجهها البرىء ابتسامة جميلة، وتتمتع بشعر بنى داكن وعينين خضراوتين يمتلآن بريقا كلما التقيا بنور الشمس. كان الجميع يحبونها ويلقبونها بالقطة بوسى إلا هى فكانت ترفض هذا الإسم بشدة لأنها تكره القطط كثيرا وتخشاها.
وذات مرة وقفت قطة صغيرة أمام باب شقتها وبمجرد أن رأتها صرخت بشدة وجرت نحو أمها التى أغلقت الباب بسرعة شديدة وهدأت من روعة صغيرتها. فكرت الأم ماذا تفعل؟
وفى يوم اصطحبت الأم دبدوبا صغيرا يشبه القطط وأهدته لشهد فى عيد ميلادها ولكن صرخة شهد دوت عاليا حينما رأته. أقنعتها الأم بأنه مجرد دمية يمكن أن تلعب وتلهو بها. وتكررت محاولات الأم كثيرا حتى اعتادت شهد عليه وبدأت تتآلف وتلعب معه.
وفى يوم جلست الأم بجوار شهد وروت لها حكاية القطط قائلة:
القطط يا ابنتى حيوانات أليفة نصطحبها معنا فى كل مكان فهى ليست مضرة بالقدر الذى تتخيلينه وهى تختلف كثيرا عن تلك البرية التى تسكن الغابات. والقط الأليف ليس له مكان يرعاه سوى البيت والشارع  ولذلك فكثير من الناس يقدمون له الألبان والأسماك كطعام غير أن العديد من أطفالنا يلعبون معه ويعطفون عليه، فهو لا يستخدم قوته إلا إذا اقترب أحد من صغاره وقتها فقط شاهد ما لا يرضيه. والحيوانات الأليفة جمة وعديدة أمثال الكلاب والأرانب والماعز والأبقار وهى جميعها نربيها ونستفيد من بعضها فى انتاج اللحوم والألبان.
استطاعت الأم أن تقنع صغيرتها فى أن تقدم للقطة الصغيرة الطعام وبدأت تتآلف معها كثيرا، ومرت الأيام وشهد تلعب مع القطة الصغيرة وتجلس جوارها بالساعات هى ودبدوبها. ومنذ ذلك اليوم عرفت شهد بأن القط حيوان أليف لا يؤذينا.